اسمي محمد , وقبل عدة سنوات عندما بدأت بمشروعي كان لدي محل صغير لخدمات الحاسبات مزود بحاسبة واحدة فقط كنت استخدمها في الكتابة والطباعة و تصميم بعض الوثائق البسيطة. وكان المحل في منطقة ريفية في أنحاء محافظة كركوك وتحديدا في مدينة داقوق والتي كانت تعاني من الأهمال في غضون النظام السابق وشحة في عدد كبير من الخدمات الاساسية.
وكنت دائماً أحلم بتحويل هذا المحل الى مقهى للأنترنيت ولكن كان أمامي معضلتين تحول عن عدم تحقيق حلمي: أحدها هو قلة المورد المالي و الآخر عدم استحصال الموافقة من السلطات المحلية.
وقد أحتفضت بحلمي الصغير هذا في فؤادي الى حين سقوط نظام صدام حيث تغيرت الضروف تماما في العراق ولم تختفي العوائق الحكومية التي كانت تواجه حلمي فقط بل أيضا أصبحت التقنيات الحديثة متوافرة في السوق و أصبح بالأمكان شراؤها من قبل الناس البسطاء من أمثالي.
وعلى الرغم من ذلك فكنت لا أزال أواجه المعضلة الاخرى التي هي مصدر التمويل, حيث لم أتمكن حتى من ايجاد شريك لديه الرغبة في أن يدخل معي في شراكة لتمويل مشروع مقهى الأنترنيت.
وقد لعب حظي الدور من خلال صديقٍ لي الذي أبلغني عن منظمة غير حكومية تدعى الثقة التي تقوم بتمويل المشاريع الصغيرة. حيث أخبرني صديقي بأنه من خلال القرض الذي حصل عليه من الثقة تمكن من استبدال سيارة الأجرة القديمة التي كان يملكها بأخرى حديثة.
لذا قررت بأن أقوم بزيارةٍ لهذه المنظمة وأن أقدم طلباً للحصول على قرض. وخلال زيارتي شعرت بالترحيب والتشجيع على طرح مشروعي المتواضع. فعرضت عليهم مؤهلاتي وخطة عملي وتفاجأت من موقفهم الداعم لي و ناهيك عن ذكر أجراءاتهم المبسطة وكنت متشوقاً لاستكمال جميع المستندات المطلوبة وحتى اني تفاجأت أكثر بعد بضعة أيام عندما منحتني الثقة القرض لتطوير مشروعي.
أن تمكيني من تحويل محلي الصغير الى مقهى الأنترنيت جعل حلمي يصبح حقيقة. والآن لدي العديد من أجهزة الحاسوب التي تساعدني في تلبية الأحتياجات المحلية المتزايدة. كما وبدأت بخدمة جيراني و أصدقائي وأفراد عائلتي من خلال تطوير مهاراتهم في استخدام أجهزة الحاسوب و الأنترنيت من خلال منحهم دورات تدريبية بين حين وآخر.
ولقد أشتريت مؤخراً منظومة شبكات لتوزيعها على المنازل لتزويدهم بخطوط خدمات الانترنيت في منطقتي من الساعة 8:00 مساءاً الى الساعة 8:00 صباحاً وبأجور شهرية 25 $ للخط الواحد.
ولقد تمكنت من تجميع الدخل الكافي من واردات مشروعي لكي أستطيع بسهولة تسديد الأقساط الشهرية للقرض كما ويمكنني الاستفادة من ما يتبقى من العائدات لتحسين المستوى المعاشي لعائلتي.
وأنا ممتن حقاً للثقة و للجهود المؤثرة لموظفيها في سبيل خدمة عملاءها.

«  رجوع